وأولياؤه من دون الناس. لا ينازعنا سلطانه أحد ولا يطمع في حقنا طامع. إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا. فصارت الإمرة لغيرنا. وصرنا سوقة. يطمع فينا الضعيف. ويتعزز علينا الذليل..... " (1)، وفي جميع هذه الخطب يبين الإمام مبايعة الناس له بعد مقتل عثمان وأن من بين الذين بايعوه طلحة والزبير.
وقد نكثا وغدرا ونهضا إلى البصرة بعائشة ليفرقا الجماعة. والباحث لا يعلم حقيقة الأحداث التي دعت أمير المؤمنين أن يطرح قضية الخلافة في ساحة تواجهه فيها السيدة عائشة. وقبل هذه الأحداث كانت خطب أمير المؤمنين تدور حول الاصلاح وفي قليل منها كان يشيد بأهل البيت.
والذي يمكن أن يؤكده البحث العلمي هو أن علاقة السيدة عائشة بأمير المؤمنين لم تكن على المستوى المطلوب وهذه العلاقة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم عليها الحجة في عهده لما سيترتب عليها. من ذلك ما رواه ابن حجر عن معاذة الغفارية قالت: كنت أخرج مع رسول الله في الأسفار. أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى. فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت عائشة وعلي خارج من عندها. فسمعته يقول لعائشة: إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم علي فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه " (2)، وعن رافع مولى عائشة قالت:
كنت غلاما أخدمها إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها. وإنه قال:
" عادى الله من عادى عليا " (3). وكانت السيدة عائشة تعلم علم اليقين موضع علي وفاطمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن النعمان قال: استأذن أبو بكر صلى الله عليه وسلم. فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي - مرتين أو ثلاثا - فاستأذن أبو بكر فأهوى إليها فقال: " يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم " (4).