القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (1).
والمنافقين هرولوا في اتجاه الإسلام لإنجاز برنامج لا علاقة له بالإسلام.
قال تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون) (2) لقد هرولوا إلى الإسلام وهم معرضين عن سبيل الله!! أظهروا الإيمان ليقتربوا من المؤمنين ويحضرون في محاضرهم ومشاهدهم. فيسهل عليهم وضع العراقيل المناسبة في طريق كل حركة للدعوة.
ولأن مساحة النفاق تحتوي على الأصناف العديدة من أصحاب العقد النفسية الذين فسدت فطرتهم وعلى أصحاب المصالح والمطامع. فإن القرآن الكريم فضح هذه المساحة التي ظهر أصحابها في صدر العهد النبوي. فمنهم من لا يعرفه إلا الله وحده، قال تعالى: (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (3). قال المفسرون: وممن في حولكم، أو حول المدينة من الأعراب الساكنين في البوادي. منافقون مردوا على النفاق، ومن أهل المدينة أيضا منافقون معتادون على النفاق. لا تعلمه أنت يا محمد نحن نعلمهم (4).
ومنهم من كان الله تعالى يكشفه للنبي، ومنهم من كان النبي لا يكشفه إلا لخاصة أصحابه. ومن الخاصة حذيفة وعمار رضي الله عنهما. وعن حذيفة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في أصحابي اثنى عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " (5). وهؤلاء الاثني