أليس في هذا حجة إضافية على ما عند الإنسان من حجج. إن الأخبار بما مضى حجة دامغة * (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) * (1).
لقد أخبر سبحانه عن أمره ونهيه تعالى فقال: * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) * (2)، وبين سبحانه أن الشيطان سيعمل على طريق ما نهى الله عنه، فقال إنه (يأمر بالفحشاء والمنكر) * (3) ولأنه كذلك جاء التحذير من الحركة الشيطانية فقال سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم * (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق) * (4) وقال: * (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) * (5). إنه الحصار المضروب على برنامج الشيطان، حصار هدفه تحرير الإنسان ووضعه على طريق الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. والحياة الدنيا لا تساوي ساعة واحدة أمام الحياة الآخرة.
وكما حاصر كتاب الله أعمدة البرنامج الشيطاني، الفحشاء والمنكر، حاصر قطاع الطرق الذين وجدوا في الطاغوت ضالتهم. فقال تعالى: * (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) * (6) وفي مقابل هذه الولاية قال سبحانه:
* (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) * (7).
وقال تعالى: * (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) (8)، ثم حذر سبحانه فقال: * (ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا