بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شئ فيخبرونكم بحق فتكذبونه وبباطل فتصدقونه. والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " (1)، إن دخول معترك أهل الكتاب يكون بمعرفة مادتهم أولا ثم وزنها بميزان الإسلام ثم طرحها عليهم لتدمغهم الحجة. ولذلك نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم. أمر زيد بن ثابت بأن يتعلم له كتب اليهود أولا ليكتب له ويقرأ له إذا كتب إليه. وغضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء عمر بكتاب أهل الكتاب. فيه إشارة خاصة ليتذكرها الذهن وتقوم بها الحجة. ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أن هذا سيقع لا محالة قال: " لتهوكون كما تهوكت اليهود والنصارى. لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " (2).
ومعالم التهوك يمكن أن يرصدها الباحث بسهولة، فالقصص يعتبر أكبر عقبة في سبيل التقدم. لأنه يصرف الناس عن الاشتغال بالعلوم الدينية وما يحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة. وذلك لما له من تأثير قوي في الجماهير. وفي عصر بني أمية راج القص. فمعاوية أمر كعب الأحبار بأن يقص بالشام (3) وبعد كعب جاء وهب بن منبه. قال الذهبي عنه: أبو عبد الله اليماني صاحب القصص... ولد في آخر خلافة عثمان... كثير النقل من كتب الإسرائيليات.
كان يقول: قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء (4)، ولوهب أيضا تلاميذ.
وظل يتجول في بلاد المسلمين يبث فيها خرافاته وأساطيره إلى السنة التي مات فيها وهي سنة 114 ه على أصح الأقوال (5). والحزب الأموي اعتنى بالقص كي يرفعهم القصاصون في عيون المسلمين نظرا لعدم وجود فضل لهم يرفعهم