أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول:
لا أدري ما وجدناه في كتاب الله اتبعناه (1)، وقال لهم: " يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته. يحدث بحديث من حديثي فيقول. بيننا وبينكم كتاب الله. فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله (2).
وفي مرحلة من مراحل الدعوة كان بعض الصحابة يحرصون على حفظ الحديث ونقله. وهذا الحرص منعهم عن تمحيصه والتدبر في معناه وخاصة في عرضه على كتاب الله وهو الأصل الذي تبنى عليه بنية الدين وتستمد منه فروعه.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الرواية عنه والرجوع إليه في أمور دينهم وفي حجة الوداع وبعد أن اكتمل البناء بحمل أهل البيت لسنته صلى الله عليه وسلم. أمر عليه الصلاة والسلام بأن يروي الناس عنه. وأشار إلى أن يتعلم المسلمون من أهل البيت ولا يعلموهم لأنهم أعلم منهم بكتاب الله وذكر أنهم لن يغلطوا في تفسيره ولن يخطئوا في فهمه وإنهم والكتاب لن يفترقا حتى يردا على الحوض.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أبو بكر رضي الله عنه أن العديد من الصحابة يبالغ في رواية الحديث فضيق الحلقة على الرواية. وعندما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة روى مالك: أن عمر أراد أن يكتب الأحاديث. أو كتبها. ثم قال: لا كتاب مع كتاب الله (3)، ثم ضيق على الرواية فعن قرظة بن كعب قال، قال عمر: أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا