الموضع (1).
وفي رواية: إن أبا بكر أخذ رأي عثمان وعبد الرحمن بن عوف في عمر وكان رأيه من رأيهما أن عمرا خير من يصلح لهذا الأمر. وفي رواية: أن أبا بكر بعد أن استقر على عمر أعلن للناس أن يسمعوا له ويطيعوا.
وقبل أن يعلن أبو بكر اسم الخليفة من بعده، روى الطبري عن قيس قال:
رأيت عمر بن الخطاب وهو يجلس والناس معه وبيده جريدة وهو يقول: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قيس:
ومعه مولى لأبي بكر يقال له شديد معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر (2)، ويا ليت الفاروق قال ذلك يوم أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوه بصحيفة ليكتب لهم كتابا لا يضلوا بعده أبدا. ورحل أبو بكر رضي الله عنه وجاء عمر وكان قبل الخلافة على القضاء أيام خلافة أبي بكر كلها (3)، وعلى امتداد هذه المسيرة والشئ الذي يدعو للدهشة أن ظروف المجتمع التي حتمت إلغاء سهم ذي القربى على مراحل. ضيقت في الوقت نفسه على رواية الحديث ليتم إلغائها أيضا على مراحل. ومما يدعو للإعجاب بشكل مساو للدهشة أن سهم المؤلفة قلوبهم الذي جعله الله تعالى علامة يتميز بها ضعاف الإيمان والذين في قلوبهم مرض. ثم تخفيف القبضة عنه ليتم إلغائه أيضا على مراحل. والشئ الذي يدعو للدهشة والإعجاب معا أن هذه الأمور سارت جنبا إلى جنب. الجميع نالوا جرعة واحدة لم يتميز طريق على طريق. وفي النهاية خرجت شجرة كل فرع فيها يداعبه النسيم ليخرج صوتا موسيقيا وفي النهاية تستمع إلى سمفونية يسري صداها في عالم الفتن.
1 - التضيق على رواية الحديث الشريف:
لا غنى للكتاب عن السنة. فلولا السنة ما عرفنا مجملات القرآن. والقرآن