ميتة جاهلية " (1)، هل كانت الزهراء مفارقة للجماعة؟ كيف؟
وبخصوص علي بن أبي طالب. فلقد روى البخاري ومسلم " كان لعلي بن الناس وجهه حياة فاطمة. فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب. فقال عمر لأبي بكر: والله لا تدخل عليهم وحدك! فقال أبو بكر، وما عساهم أن يفعلوا بي وإني والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر " (2)، قال المفسرون: إنه كان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة.
أي وجه وإقبال في مدة حياتها. وقيل: وجه من الناس حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها. وبعد وفاة فاطمة استنكر على وجوه الناس أي لم يعجبه نظرهم إليه. فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد قال المفسرون: أي لئلا يحضر معه من يكره حضوره وهو عمر بن الخطاب لما علم من شدته وصدعه بما يظهر له فخاف هو ومن معه ممن تخلف عن البيعة أن ينتصر عمر لأبي بكر فيصدر عنه ما يوحش صدورهم على أبي بكر بعد أن طابت وانشرحت له. أما قول عمر: لا تدخل عليهم وحدك فمن خوفه أن يغلظوا على أبي بكر في العتاب ويحملهم على الاكثار من ذلك. لين عريكة أبي بكر وصبره عن الجواب.
وبين استنكار وجوه الناس وبين الخوف من غلظة عمر كما قال المفسرون روى البخاري ومسلم: " فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة " (3)، ويبقى السؤال: هل يوجد دليل واحد يقول بأن عليا يستمد الجاه والعز من وجوه الناس وهو الذي أطاح برقاب الجبابرة على امتداد حياته. وعاش مظلوما ومات مظلوما. وما هو وزن بيعة مدخلها إرضاء الناس. ثم إذا كان الناس قد انفضوا من حول علي فلماذا خاف عمر على أبي بكر أن يدخل عليهم وحده. وأي عتاب