أبنائهم " (1)، وقوله: " نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد " (2).
ومهمة دائرة النفس هي سوق الناس إلى ربهم. ومن صفات أصحاب هذه الدائرة أنهم يقفون على أرضية الرسول. أرضية العبد الكريم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا " (3)، وقال: " إنا بعثت رحمة ولم أبعث عذابا " (4).
ووفقا لما تقدم نقول: إن النبي صلى الله عليه وآله إذا ذم قريشا أو أمر باعتزالها. فإن المقصود بقريش. قريش التي لا يوجد فيها. وإذا أمر بالالتفاف حول قريش فليس معنى هذا أن نبحث عن نسل عبد مناف ونجري وراء أبناء عبد شمس حديث أمية وحرب وأبو سفيان وحيث العاص والحكم ومروان وامتداد طابورهما الطويل. أو نبحث في أصول العباس التي تنتهي عند الخليفة المستعصم وإنما علينا أن نبحث أين رسول الله صلى الله عليه وآله. وكما ذم النبي صلى الله عليه وآله قريشا ذم أيضا مضر. كما قدمنا وفي مقابل ذلك قال: " إذا اختلف الناس فالحق في مضر " (5)، ولماذا يكون الحق في مضر؟
الإجابة: لأن للنبي قدم في مضر قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " إن جبريل أخبرني أني رجل من مضر " (6)، وإذا كان للرسول امتداد إلى مضر فإن هذا الامتداد ينتهي أيضا إلى أهل البيت. وفروع مضر كان يعلمها الأوائل وهم المخاطبون بهذا الحديث. والحكمة من وراء هذا جمع القبائل عند نقطة واحدة.
وبيان أن الانتساب إلى القبائلية والشعوبية في الماضي الغابر لا جدوى من ورائه. فالإنسان لا قيمة له إلا الحق والالتفاف حول الحق. وبعد ذلك كله يمكن أن نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم