السقيفة (1)، وروى الزبير بن بكار أنه لما كان من الغد قام أبو بكر فخطب الناس وقال: أيها الناس إني وليت أمركم ولست بخيركم فإذا أحسنت فأعينوني وإذا أسأت فقوموني إن لي شيطانا يعتريني فإياكم وإياي إذا غضبت... " (2).
وقال الزبير بن بكار: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأن الفضل بن العباس قال: يا معشر قريش وخصوصا يا بني تيم إنكم إنما أخذتم الخلافة بالنبوة ونحن أهلها دونكم ولو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا حسدا منهم لنا وحقدا علينا وإنا لنعلم أن عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه (3)، وقد ذكر الإمام علي (4) إنه كان معهود إليه أن لا ينازع في الأمر ولا يثير فتنة بل يطلبه برفق فإن حصل له وإلا أمسك وذلك لأن الحجة قد قامت والامتحان قد بدأ ولا إكراه في الدين. وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة: بعد بيعة أبو بكر ذهب عمر بن الخطاب ومعه عصابة إلى بيت فاطمة منهم أسيد بن حضير فقال لهم: انطلقوا فبايعوا فأبوا عليه وروى الطبري أن عمر قال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة. فخرج عليه الزبير بسيفه (5) فقال عمر: عليكم الكلب، فوثب عليه سلمة بن أسلم وأخذ السيف من يده فضرب به الجدار، ثم انطلقوا بن وبعلي ومعهما بنو هاشم وعلي يقول: أنا عبد الله! وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!.
وروى صاحب كتاب السقيفة: وعندما انتهوا بعلي إلى أبي بكر فقيل له:
بايع فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي. أخذتم