عليهم خيلا " ورجالا "، ولأسدنها عليهم من أقطارها) (1). لكن عليا " عليه السلام كان يرفض هذا النوع من المساعدة لعلمه اليقين بغاية أبي سفيان من تلك المساعدة، وقد أجابه قائلا ": (إنك والله ما أردت بهذا إلا الفتنة، وإنك والله طالما بغيت للإسلام شرا " لا حاجة لنا في نصيحتك) (2).
وليس غريبا " بعد هذه الأحداث، وكل ما فيها من مواجهات ساخنة وتهديدات واتهامات على جميع الألوان أن يصف عمر بيعة أبي بكر بما يلي:
(.. فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، إلا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها) (3).
غضب فاطمة الزهراء عليه السلام إرثها من المواجهات المشهودة في تلك الأثناء ما حصل بين ابنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء عليه السلام والخليفة أبي بكر، ولم يكن ذلك بسبب وقوفها بجانب علي عليه السلام فحسب، وإنما أيضا " بسبب حرمان أبي بكر لها من ميراثها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وتروي عائشة هذه الحادثة بقولها: (سألت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر الصديق أن يقسم لها ميراثها (الذي تركه) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما أفاء الله عليه. فقال لها أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا نورث، ما تركنا من صدقة. فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة أشهر. وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خمس خيبر، وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك) (4).