الفصل الثاني:
لمحات من سيرة الخلفاء الاثني عشر 1 - الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ولد في الثالث عشر من رجب في الكعبة المكرمة بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثين عاما "، وقيل سبعة وعشرين عاما "، ونشأ وترعرع في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأمضى فترة صباه في بيته. وهو أول من أسلم، وقد اختلف في عمره حين إسلامه بين عشرة إلى ثلاثة عشر عاما ". وهو على كل حال لم يسجد لصنم قط، ولم يتجه بأي عبادة لغير الله عز وجل.
وكان أهم ما تميز به الإمام علي عن غيره هو مصاحبته الفريدة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقربه منه، ومؤاخاته له، وتلقيه التربية على يديه. وقد عبر الإمام عن ذلك بقوله: (ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه) فأخذ من أخلاقه وعلمه حتى أصبح بحق باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحكمته، وما أهله ليكون وزيره ووصيه وخليفته على المسلمين بعده بل وأصبح عديلا " للقرآن يعرف المؤمنون حقا " بحبه والمنافقون بكرهه (1).
وهو بذلك الوحيد الذي استحق عند الشيعة لقب (أمير المؤمنين) من بين جميع الخلفاء الذين تسنموا إمرة المسلمين على مر التاريخ، بل وحتى من بين جميع الأئمة الاثني عشر عليه السلام.
وأما عن زهده، فلم تعرف الدنيا حاكما " خضعت له البلاد، ودانت له الدول وهو يلبس ثوبا " بثلاثة دراهم. وأما في مجال لقتال والحرب، فقد تميز بشجاعة وبطولة خارقة، حيث كان أول فدائي في الإسلام عندما نام في فراش