وفي رواية ثالثة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (... أنا وعلي والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين) (1).
وعلى ما يبدو أن أصحاب الصحاح والمسانيد المشهورة عند أهل السنة لم تعجبهم هذه الروايات الثلاث الأخيرة فلم يخرجوها في كتبهم، وقد قال الذهبي في ترجمة شيوخه بتذكرة الخواص أن الإمام المحدث صدر الدين إبراهيم الجويني وهو شافعي الذي أخرج هذه الأحاديث بكتابه (فرائد السمطين)، كان من المحدثين الثقة، وشديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء (2).
الاثنا عشر عند أهل السنة:
عند النظر في تفسير علماء أهل السنة للأحاديث الصحيحة الدالة على وجود اثني عشر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، تجدهم متحيرين كثيرا " فيها، حيث إنهم لم يقدموا لغاية اليوم تفسيرا " واضحا " من الممكن أن يجمعوا عليه، حتى أصبح الرقم (12) هذا وكأنه من الرموز والطلاسم الغامضة، أو شبيها 2 ب (ألم وكهيعص) الواردة في القرآن ولكن لا أحد يعرف لها تفسيرا ".
وللقارئ أن يتسأل: لماذا أصبحت مسألة الاثني عشر خليفة هذه عند بعض المسلمين من الأمور الغيبية أو المجهولة على هذا النحو؟
ونقدم فيما يلي نخبة من هذه التفسيرات لترى مدى غموض هذه المسألة عندهم، فهذا السيوطي يقول: (وقد وجد من الاثني عشر، الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز، هؤلاء ثمانية، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي العباسي لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في