بن جوريون بالهجرة الثانية، وكان بن جوريون من مهاجري هذه الموجة (1) وتلا ذلك هجرات من الدول المختلفة بأوربا وبخاصة رومانيا، حيث كان اليهود يعدون أندادا للخارجين على القانون وتبعا لهذه الهجرات أنشئت عدة مستعمرات في مناطق جودا والخليل والسامرية، وقد تعرضت المستعمرات الصهيونية إلى كثير من الكساد وأوشكت على الانهيار لولا المساعدات الضخمة التي قدمها أثرياء اليهود وبخاصة البارون أدمون دي روتشيلد (2).
وألفت في بعض بلاد أوربا جمعيات مماثلة لجمعية عشاق صهيون التي ألفت في روسيا، ثم جاء هرتزل الصحفي النمساوي الذي يعتبر أبا للصهيونية الحديثة وتنسب له خطوتان مهمتان، أولادهما تتمثل في كتابه (الدولة اليهودية) الذي نشره عام 1895 يدعو فيه إلى تجميع اليهود في مكان ما في العالم، وعن ذلك يقول: يكفي أن يعطونا أية قطعة من الأرض تتناسب وحاجات شعبنا وتكون لنا السيادة عليها، فإن هدفنا ليس هو الأرض المقدسة بل أية قطعة من الأرض تخصص لنا (3)، أما الخطوة الثانية فهي الدعوة لمؤتمر يهودي عام يعقد لبحث نظرية (الدولة الجديدة)، وقد عقد هذا المؤتمر في مدينة بال بسويسرا سنة 1897 حيث تبنى هذه النظرية على أن تكون الدولة الجديدة في فلسطين، ومن هنا سميت هذه الحركة التي تعمل على جمع اليهود في فلسطين، حول جبل صهيون، بالحركة الصهيونية، فأصبحت تجديدا للفكر الصهيوني القديم الذي بدأ في روسيا والذي ذكرناه آنفا (4).