وقال المناوي: قال الشريف: هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك بهم كما أن الكتاب كذلك، فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض (1).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فانظروا كيف تخلفوني فيهما:
معناه: فانظروا لأنفسكم ماذا تختارون: هل تسلكون سبيل الهدى باتباع الكتاب والعترة، أم سبيل الضلال باتباع غيرهما، والعاقل من يسلك ما ينجيه، ويبتعد عما يرديه. وفيه إشارة إلى قوله تعالى ( قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (2).
ولو نظرنا إلى أئمة المذاهب وغيرهم من علماء أهل السنة لوجدنا بعضهم يلجأ في أمور الدين إلى بعض، وكل واحد منهم يعترف بالقصور، فتأمل في سيرهم وأحوالهم وأخبارهم لترى أنهم علموا شيئا وغابت عنهم في أمور الدين أشياء وأشياء.
وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: فانظروا كيف تخلفوني فيهما إشارة إلى أن كثيرا من هذه الأمة لن يتبع الكتاب والعترة، كما حدث في قوم موسى فيما أخبر به الله جل وعلا، حيث قال: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين) (3).
وهذا ما حدث في هذه الأمة، فإن أكثر الناس جحدوا فضل العترة