حقا ما قاله الأستاذ لطفي فإن من تمكن الإسلام من قلبه حتى أخذ منه محل الروح في البدن ومجرى الدم في العروق لا يقف موقفا هو أدنى إلى الكفر، إن لم يكن هو الكفر نفسه فيرد على رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه قال الله سبحانه (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (1) فأين تسليم عمر لحكم الرسول صلى الله عليه وآله بإباحة المتعة وحليتها يا أدعياء الإسلام؟
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء، والقرماني في أخبار الدول:
أول من حرم المتعة عمر: وهذه شهادة منهما في أن الحكم بالحرمة غير مسبوق من أحد في الإسلام وأن عمر هو أول من حرم ذلك اجتهادا في مقابلة كتاب الله وسنة رسول الله.
قال ابن أبي الحديد بعد نقله لتحريم عمر المتعتين: وهذا الكلام وإن كان ظاهره منكرا فله عندنا مخرج وتأويل (2) وهذا أيضا اعتراف من ابن أبي الحديد بحلية المتعتين لذلك اعتبر تحريم عمر لهما منكرا، لكنه يحاول في تأويله ليصرفه عن قبحه الظاهر أما نحن فلا نرى وجها لتأويله وذاك لتكرر صدور نحو هذا الكلام من عمر فلو أولنا كلامه هنا وجب أن نؤول سائر كلامه ما كان منه من هذا القبيل في حين أن البعض منه لا مجال للتأويل فيه قطعا، وكلامه (متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا محرمهما، ومعاقب عليهما) بما فيه من جرأة وصراحة لا يقبل التأويل، فإنه يعتقد أن هذا الحكم الذي كان