فإذا كان عمر أيها القارئ الكريم يذهل عن الحقائق القرآنية كلها يوم وفاة الرسول، فينفي وحده وفاته، ويهدد بالقتل بصراحة صارمة من يقول بها، ويكذب هو على نفيها، بل ويحلف بالله كاذبا على كذبته، وقد ارتضاه مع ذلك أصحاب المذاهب الأربعة المسمين أنفسهم بأهل السنة خليفة وإماما لهم قائما مقام رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يروا الكذب فيه عيبا ولا هو منه ذنبا فما الذي نرجوه منهم وهم على دينه متمسكين بسيرته، فلا غرو من أن كذبوا صريحا على الشيعة الإمامية اقتداء به وتمسكا بطريقته.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 60 ط مصر عام 1329 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى: لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وشاع بين الناس موته طاف عمر على الناس قائلا:
إنه لم يمت ولكنه غاب كما غاب موسى عن قومه، وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات، فجعل لا يمر بأحد يقول إنه مات إلا ويخبطه ويتوعده.
وذكر في صفحة 128 منه أيضا: أن عمر قال بعد وفاة رسول الله ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله، وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته، لا أسمع رجلا يقول مات رسول الله إلا ضربته بسيفي.
وقد أدرك ابن أبي الحديد المعتزلي القبح الشائن لعمر في يمينه الكاذبة التي توجب عليه بها كفارة فحذفها من الحديث، كما أدرك قبح معنى الهجر الذي نسبه عمر إلى النبي صلى الله عليه وآله في مرض موته فحذف