حاشا رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك، فإن القرآن الكريم أثبت الإرث لمن مات أبواه أو أحدهما في غير آية من آياته المحكمة، سواء كان الميت نبيا أم غير نبي، قال الله تعالى وورث سليمان داود (1) وقال (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (2).
وإليك الحديث في ذلك من صحيح البخاري ومسلم وهما عند أصحاب المذاهب الأربعة أصح كتاب، أنظر صفحة 301 من ج 2 من البخاري بحاشية السندي ط مصر مطبعة دار إحياء الكتب العربية عن عائشة: إن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وآله تطلب صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث ما تركنا فهو صدقة.
وفي صحيح مسلم ص 72 ج 2 ط مصر عام 1327 مطبعة دار الكتب العربية الكبرى عن عروة بن الزبير عن عائشة إنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر.
فقال أبو بكر: أن رسول الله قال: لا نورث ما تركنا صدقة... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، قال: فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن