المعطى الاجتماعي ما هي المعطيات الاجتماعية البارزة التي ينبغي أن نضيفها إلى عطاء الصلاة في حياة المجتمع؟
أول هذه المعطيات ظاهرة حاكمية الله عز وجل وربوبيته للمجتمع المصلي، فأول انطباع تأخذه عن مجتمع إسلامي يودي صلاته بين يدي الله كل يوم أنه مجتمع يديره الله ويحكم شؤونه.
لا أقصد بذلك المجتمعات المسلمة شكليا التي ترى فيها وجود الحكام والاستعمار وجودا كبيرا ووجود الله سبحانه وجودا غائبا! وإما أقصد المجتمع الإسلامي الذي يعيش في يومه وجود الله تعالى والصلاة بين يديه، فمثل هذا المجتمع ترى الوجود البارز المسيطر فيه هو الله عز وجل لأنك تراه يعلن الخضوع له مبكرا قبل شروق الشمس وظهرا بعد شوط العمل ومساء في ختام العمل يتساوى في هذا الخضوع الحاكم والعمال والموظفون والتجار والفلاحون والسياسيون. تراه مجتمعا يبرز فيه شعار (لا إله إلا الله) وشعار (الله أكبر) وشعار (الحمد لله) وشعار (باسم الله) تتردد من كل فرد فيه مرات كل يوم وتتجاوب بإيقاعها الجنبات والقلوب.
وإنما قصرت الصلاة الفعلية عن تقديم هذه الظاهرة في مجتمعاتنا لأن الذين يؤدون الصلاة هم الضعفاء من أمتنا، فنسبة المصلين من الأغنياء وأهل النفوذ قليلة جدا، ونسبة المصلين من السياسيين والحكام تكاد تكون عدما، وإذا كان الوجود الفعال في المجتمع لا يعيش حاكمية الله عز وجل ولا يعلن له الخضوع اليومي لم تنعكس على المجتمع. ومن ناحية ثانية فإن المصلين من جماهير أمتنا لو كانوا يعيشون حاكمية الله سبحانه ويرفعون رايتها