فلسفة الصلاة - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٧٩
التوجه شطر المسجد الحرام الناس أبناء أب واحد وعباد رب واحد ومصيرهم واحد ورسالتهم واحدة. فكم يناسب أن يكون لهم مركز واحد يتجهون إليه في صلواتهم من وراء البحار ومن خلف الجبال وفي امتداد السهول. وكل مكان ينتشرون عليه في الأرض.
إن المسجد الحرام يمثل في الشريعة الإسلامية المسجد الأب الذي تتجه إليه مساجد العالم، ومركز التوجه الذي تلتقي عليه من جوانبه قلوب البشر وأنظارهم.
والوحدة في شريعة الإسلام ظاهرة أصلية لا نستغرب عليها أن تمتد إلى وحدة الناس في المركز والتطلع.
والذي يعمق من هذه الوحدة في الاتجاه: قداسة مركز الاتجاه وما أعرق هذه القداسة وأرفع شأنها.
فالبيت الحرام والمسجد الحرام: أول بيت وضع للناس، مهبط آدم، ومقام إبراهيم، ومنزل إسماعيل، ومحج الأنبياء، ومتنزل الملائكة، ومنبثق الإسلام. شاء الله أن يكون هذا الشرف الرفيع لهذه البقعة العتيقة عن الخضرة والنضرة وأسباب الرفاه وأطماع الناس.
بقعة متواضعة في واد متواضع، كم انشقت من فوقها السماء فتنزلت فيها الملائكة. وكم حفل ثراها وروابيها بأنبياء الله وعبادة المؤمنين وكم غمرها جلال الله ونوره ورحمته، وكم سيمتد هذا الشرف في مستقبل التاريخ.
يقول على أمير المؤمنين (ع):
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست