تركز حقيقة حاكمية الله وتوجيهه للمجتمع المسلم وتجعل ذلك ظاهرة بارزة يعيشها الناس في مفاهيمهم ومراحل يومهم وحركة حياتهم ويجنون منها أنفع الثمار.
وثاني هذه المعطيات وحدة المجتمع الإسلامي وتساوي أفراده.
وتقوم الصلاة بتقديم هذا المعطى من ناحيتين:
فهي من ناحية تبرز وحدة المجتمع الإسلامي وتساويه وغني عن البيان أو وحدة التجمع في الإسلام تقوم على أصول فكرية بدل الأصول العرقية والإقليمية التي درجت المجتمعات على القيام بها حتى يومنا هذا. فالدعوة الإسلامية هي الدعوة الوحيدة التي تصر بطبيعتها على الصفة، الفكرية في الدولة والمجتمع وترفض كل صفة أخرى غيرها، نعم لقد نشأت في شعوب الإسلام دول ومجتمعات عرقية وإقليمية ولكنها ظلت ولا تزال غريبة على الإسلام غرابة واضحة لا لبس فيها، وذلك بعكس المجتمعات والدول العرقية والإقليمية في الشعوب الوثنية والمسيحية والشيوعية التي استطاعت أن تنسجم مع هذه الديانات بل وأن تحملها إطارها العرقي والإقليمي في كثير من الأحيان.
إن الصلاة تبرز الصفة الفكرية في المجتمع الإسلامي في مظهرين من مظاهرها عريقين في حياة المجتمع المصلي: مظهر الالتزام بها، ومظهر الاجتماع لأدائها.
فالإلتزام اليومي بأداء الصلاة من جميع أفراد المجتمع يشكل ظاهرة من ظواهر الوحدة فيه، خاصة وأن هذا الالتزام يستتبع التزامات أخرى ذات شأن في حياة الأسر والأفراد، فالنهوض المبكر من أجل الصلاة، والتطهر اللازم لها، والاستجابة لندائها، وتحديد المواعيد بها قبلا أو بعدا، وغير ذلك من مستلزماتها يجعلك تشعر بوحدة المجتمع المصلي على اختلاف جنسياته وأقاليمه، وتشعر بما يدل عليه هذا الالتزام الموحد اليومي الشامل من أصول فكرية يقوم عليها المجتمع ويدين بها.
والاجتماع لأداء الصلاة يعكس وحدة المجتمع الإسلامي بشكل ظاهر