شوط العمل فمن الواضح في المجتمع الإسلامي أن أذان الظهر يعلن انتهاء شوط العمل الصباحي، ويدعو الناس لأداء فريضتهم وتناول غدائهم.
لقد أحكم الله سبحانه بقدرته خلق الإنسان فجعل نفسه وجسده يحتاجان إلى الطاقة في آن، فما أن تبلغ الشمس كبد السماء حتى تحتاج النفس إلى استعادة معطى الإسلام من المفاهيم والأهداف في صلاة بين يدي الله تبارك وتعالى، ويحتاج الجسم إلى وجبة الغذاء وربما لشئ من الراحة.
إن الصورة الإسلامية المفضلة للعمل في الأرض أن يكون انتصاف النهار نهاية لشوط الصباح وبملاحظة البكور في النشور الذي تفرضه صلاة الفجر فإن الدوام الرسمي يكون فترة واحدة تبدأ بطلوع الشمس أو بعده بقليل، وتنتهي بصلاة الظهر. أما الأعمال الحرة فتكون على فترتين، أولاهما فترة الدوام الرسمي، والثانية تبدأ بعد راحة الظهيرة وصلاة العصر وتنتهي بصلاة المغرب.. ثم يكون السكون والاستجمام ونلمس حرص الإسلام على هذه الصورة لمجتمعه من تأكيده بشكل خاص على الصلاة الوسطى، صلاة الظهر، فقد ورد في تفسير قوله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر كما في الوسائل ج 3 ص 14.
كما ورد في تفسير قوله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) أن الانتشار المقصود هو الانتشار يوم السبت وليس عصر الجمعة، رواه في الخصال ص 393.
المعطى الصحي للتوقيت.
إن نظرة الشريعة الإسلامية من زاوية اهتمامها بصحة الإنسان، ترينا أن تطبيق هذه الشريعة العظيمة كفيل بالوقاية من كثير من الأمراض بالقضاء على منابعها وأسبابها، كما أنه كفيل بتوفير أفضل ظروف العلاج ووسائله المادية النفسية.
فمن الطبيعي للخالق عز وجل وهو الخبير بمن خلق وبما خلق أن يدخل في