وكذلك كان الواجب الاعتقاد بتساوي نسبة احتمال النقص في مجموع الكتب، ولكن العامل الذاتي مع منه: وهكذا فإن كل تأثير ذاتي يسبب ارتفاعا في درجة التصديق عن درجة المبررات الموضوعية يقابله تأثير سلبي يسبب انخفاض التصديق عن درجة المبررات الموضوعية المقابلة.
كما يمكن ملاحظة التأثير السلبي للعامل الذاتي في كثير من القضايا التي تملك المبررات الموضوعية أي الأدلة الكافية لا على درجات الجزم واليقين ومع ذلك يمنع العامل الذاتي صاحبه أن ينعم باليقين، حتى أنك لتجد إنسانا يشك في كروية الأرض، أو يشك في قانون العلية، أو يشك في وجود روحه في جسده، أو يشك في ثبوت البداية للطبيعة وهو يعتقد أن لكل شئ فيها عمرا، أو يشك في وجود الله وهو يرى خلق الله!
تأثير العالم الذاتي في حقل اليقين:
وهناك تأثير آخر للعامل الذاتي، ففي الأمثلة المتقدمة كان تأثيره تصعيد درجة التصديق من الشك إلى الجزم أو المنع من الجزم وإبقاء الإنسان في حالة الشك أو الظن، في حين أن المبررات الموضوعية توجب حصول الجزم. أما هذا التأثير فيقع في حقل الجزم نفسه، فإن الجزم أو اليقين أو الاعتقاد أو الادراك أو الرؤية العقلية ما شئت فعبر تشبه الرؤية البصرية وتتفاوت وضوحا وجلاءا حيث يبدأ الجزم بنفي احتمال الخلاف ثم يتصاعد إلى درجات عالية من الوضوح. ويلعب العامل الذاتي دوره في تصعيد الجزم أو تخفيضه عن الدرجة التي تسمح بها المبررات الموضوعية.
دور الصلاة في علاج المشكلة:
المشكلة إذن، أن الإنسان مع ما أوتي من قدرة على اليقين والرؤية في القضايا والحقائق إلا أنه بسبب ميوله الذاتية كثيرا ما يعكر هذه الرؤية أو يخسرها.