أن تكون قريبة أو بعيدة عن مساجدنا القائمة، وإنما يهمنا أنها الصورة الصحيحة التي جاء بها السلام والتي يجب أن نقدمها إلى الأمة وندعو إليها، يهمنا أنها الصورة الإسلامية التي تعيد لبيت الله مضمونة الاجتماعي وموقعه من حركة الحياة.
نعم لقد أراد الإسلام للمسجد أن يوحي بالمعاني الغيبية وأن يعمق الفهم المعنوي للحياة في قلوب الناس ولكنه رفض في فكرة المسجد وفي كل ما قدمه من مفاهيم وأحكام أن يقام في الأرض لونا من الحياة أحدهما غيبي والآخر مادي وأصر على اللون الواحد الحقيقي المادي الغيبي في آن وأراده لونا موحدا شاملا.
إن قداسة المسجد تنبع في الإسلام من أنه ملتقى يومي مأهول عامر بالصلاة وبالحركة النافعة التي تفيض الفهم المعنوي على حركة الحياة الاجتماعية. أما المسجد المعزول عن حياة المجتمع فهو في رأي الإسلام مبنى معزول عن القداسة بمقدار عزلته عن عطائها.
إنه لا فرق في رأي الإسلام بين رهبانية الإنسان التي تعني أن تعتزل حركة الحياة ويتحنط في معان غيبية تائهة. وبين رهبانية المسجد التي تعني أن يعزل عن حركة الحياة لكي يحنط معاني غيبية تائهة.
شكل التجمع للصلاة:
بعد هذه الفكرة عن الظرف الاجتماعي والظرف المكاني لصلاة الجماعة في الإسلام، ننظر في شكل هذا التجمع، وأثره في حياتنا، فنجد أنه من أحدث وأروع أشكال التجمعات المنظمة:
توافد تلقائي في وقت معين إلى مبنى المسجد الميمون، وانتظام تلقائي في صفوف متجهة إلى بيت الله الحرام، حيث يتخذ كل وافد المحل الذي يجده شاغرا من الصف الأمامي.
وما أن يتم الإنتظام في صفوف ويقدم المجتمعون أحد من يثقون به