الرائعة لكل فرد من الناس نصيبه اللازم من الرياضة التلقائية اليومية والسنوية.
إني لا أشك في أن تشريع الله عز وجل لفريضة الصيام الحازمة وفريضة الصلاة اليومية ذات الحركات الرياضية المتقنة المركبة قد قصد منه فيما قصد تزويد الإنسان بما يحتاجه من الرياضة الجسدية، الرياضة التلقائية التي تعمق إنسانية الإنسان ولا تحوله إلى هيكل جسدي.
وإن على الدراسة الصحيحة لفريضة الصلاة أن تدرس الجانب التلقائي في عطاء الصلاة الرياضي وتقارنه بعطاء النشاطات الرياضية المتعمدة، فإني أحسب أن الفارق بينهما بالغ.
العلاقة بين النفس والصحة الجسدية:
سواء كانت حقيقة النفس طاقة مادية في الجسم، أن مثالا نورانيا حالا فيه، أو وجودا مجردا يدير الجسم، أو أي شئ آخر. فإن تبادل التفاعل بينها وبين الجسد حقيقة بديهية لا يسعنا إلا الاعتراف بها. فها نحن نتأثر نفسيا فنمرض، ونمرض فنتأثر نفسيا.
وقد أصبحت هذه الحقيقة خاصة في العقود الأخيرة موضع اهتمام الدراسات والمناهج الطبية في كافة جامعات العالم، وكذلك في بعض العلاج الطبي.
أما ما هي حقول هذا التأثير المتبادل: ما هي الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي، وما هي الأعراض النفسية ذات المنشأ الجسدي؟ فإنك تخرج من القراءات الطبية والنفسية بنتيجة واحدة هي أن البحوث في هذا العلم (علم النفس الطبي، أو علم الطب النفسي) لا زالت في أولى خطواتها.
وينبغي أن يكون الأمر كذلك، لأن الصعوبات التي تواجه هذا العلم صعوبات غير عادية، فمن هذه الصعوبات: ما هي حقيقة النفس؟ إن معلوماتنا عن هذه الطاقة التي تعمل بين جنبينا لا تكاد تذكر!