والله واسع عليهم) 268 البقرة، فبالإضافة إلى أن الآية واردة في سياق الأمر بالإنفاق فقد ورد في الحديث الشريف تفسير الفحشاء في هذا المورد بالبخل كما في تفسير القمي والدر المنثور.
ونلاحظ رابعا، استعمال كلمة الفاحشة بمعنى بذاءة اللسان وسوء الخلق، كما في قوله تعالى (ولا تعضلوهن تضيقوا عليهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وعاشروهن بمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) 19 النساء، فقد أفتى الفقهاء بأن الفاحشة المبينة تشمل السباب وبذاءة اللسان.
ونلاحظ أخيرا، استعمالا قرآنيا لكلمة الفواحش في قوله تعالى (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) 151 الأنعام، وقوله تعالى: (إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) 33 الأعراف. والفواحش الباطنة روي تفسيرها عن ابن عباس بالزنا الذي كانت تستبيحه العرب.
نستفيد من ملاحظة هذه الاستعمالات القرآنية أن معنى كلمة فاحشة ومثلها كلمة فحشاء التي هي اسم للفاحشة يشمل المحرمات الجنسية الظاهرة والباطنة وشراسة اللسان والبخل فحيث توجد معها قرينة تخصصها بأحد هذه المعاني فهو، وإن لم توجد قرينة فلا بد من حملها على مجموع هذه المعاني على الأقل أخذا بشمول الاطلاق كما في الآية التي نحن بصددها (أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) حيث أطلقت الكلمة ولم تقيد بمعنى واحد.
معنى المنكر:
المنكر في اللغة " هو الشئ المجهول " وفي المصطلح الإسلامي " كل ما نهى الله عز وجل عنه " وقد استعملت الكلمة في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي كما في قوله تعالى: (فلما جاء آل لوط المرسلون، قال إنكم قوم منكرون) 62 الحجر. وبالمعنى الاصطلاحي في قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وأولئك هم المفلحون) 104 - آل عمران وفي عدة آيات آخر.
والوجه في هذا الاصطلاح هو تشبيه الأمور التي نهى الله تعالى عنها