صلاة الكسالى وتضييع الصلاة صلاة الكسالى هي الصلاة التي تفقد حرارتها العاطفية والفكرية وتتحول إلى عمل جامد بعد أن كانت حقلا خصبا جميلا.
والكسل الذي يسبب فقدان الصلاة هو حالة مرضية تعرض للنفس، وتنشأ تارة من الجسد، وتارة من إرهاق النفس، وثالثة من انحرافها فأما كسل الجسد فهو خلل في وظائفه الفسيولوجية الواسعة لا يلبث أن ينعكس على النفس بقانون الترابط الصميم بينها وبين الجسد فيحدث أن تصاب النفس بالخمول وتتضاءل قدراتها على العمل والاستيعاب والتفاعل.
ثم تزول إصابة النفس بهذه الحالة بزوال إصابة الجسد.
وليس هذا الكسل الناتج عن الجسد مذموما في الشريعة الإسلامية ما دام لم يحدث بسبب الإنسان. قال الله عز وجل (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها:
لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) 286 البقرة، وقال عز وجل (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) 7 الطلاق، وفي الحديث الشريف " كل ما غلب عليه الله عز وجل فهو أولى بالعذر فيه ".
ونصوص أخرى تؤكد هذا المعنى ومن ورائها حكم العقل بذلك.
وأما كسل الإرهاق النفسي فينتج عن الاكثار من بذل الجهد دون إعطاء النفس قسطها من الراحة فيحدث أن تصاب بإعياء وكلل عن الاستيعاب والتفاعل.
وهذا الكسل ليس مذموما في الشريعة الإسلامية أيضا ما دام الجهد الذي سببه مشروعا فقد ورد في الحديث الشريف أن هذه الأنفس تمل كما تمل الأبدان وأن لها إقبالا وإدبارا، وأن القلب تمر عليه الساعة من الليل والنهار ما