النداء للصلاة الأذان هذا النداء المرتفع من أرجاء العالم الإسلامي مرات في كل يوم، هو لدى التحليل إعلان بالإسلام، ودعوة إلى الصلاة. وهو لذلك يشكل مادة إعلامية تهدف إلى طبع المجتمع بطابع إسلامي.
والإعلام في الإسلام جانب محفوف بالعناية والإتقان شأن صنعة الله الذي أتقن هذا الدين وأتقن كل شئ.
وإذا التفتنا إلى أن الإعلام هو عملية تكوين الأفكار والمشاعر في الآخرين نعرف كم أن تشريعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتجمع السنوي لأداء الحج، وتلاوة القرآن، وإقامة المباني العامة المساجد، والأذان للصلاة، والتجمع للصلاة. كم هي عمليات إعلامية بليغة ومتقنة.
لقد خطى الإعلام في عصرنا الحديث خطوات واسعة، ولكنه لم يبلغ مستوى الإعلام الإسلامي في القدرة على التأثير.
فلكي نكون منصفين في المقارنة لا بد أن نساوي في الظروف بين المادة الإعلامية الإسلامية وبين المادة الإعلامية للمبادئ والاتجاهات الأخرى.
إن الإعلام يتكون من: مادة إعلامية، ووسيلة إعلام. ولما كانت المادة الإعلامية الإسلامية محرومة فعلا من وسائل الإعلام الحديثة نتيجة إقصاء الإسلام عن مسرح الحياة فإنه لكي تكون الموازنة سليمة بينها وبين المادة الإعلامية في الاتجاهات الحاضرة لا بد أن نفترض كلتا المادتين مجردتين عن الوسائل ونوازن بينهما كمادتين فكريتين وشعوريتين فقط، أو أن نفترض تكافؤها في امتلاك الوسائل.