لانعكست هذه الظاهرة على قطاعهم على الأقل، ولكنهم وللأسف يؤدون الله عز وجل صلاتهم الشكلية ويؤدون للحكام والكفار صلاة حياتهم الطويلة، ولذلك لا يرتفع عنهم كابوس الطاغوت.
وحاكمية الله التي تعكسها الصلاة في المجتمع حاكمية فريدة سواء في عمقها واتساعها وروحيتها.. فإن الحاكمية ترتكز على حق المالكية وحق الأولوية في الإدارة وهما ثابتان لله سبحانه بأعمق ما يكون من ثبوت وأوسع ما يكون من ثبوت. فملكيته عز وجل ليست ملكية حيازة وحسب بل ملكية تكوين وإحياء وعطاء وتوجيه ومصير الخ. وأولويته في الإدارة ليست بسبب أنه أعلم بالإدارة وأقدر عليها من كل وجه بل لأنه سبحانه يدير الأشياء والناس من أجل خيرهم وكمالهم وسعادتهم ويتعالى عن أن ينتفع بشئ من ذلك.
وحينما تنشر حاكمية الله روحيتها على أهل الأرض أو على جماعة منهم فما أعظم الثمرات التي تحققها فيهم. وأول هذه الثمرات أن يتنفس المجتمع الصعداء بزوال الطاغوت البشري عن مسرح التشريع والحكم ويتساوي جميع عباد الله في التلقي عن المشرع والحاكم الواحد الذي يحبهم جميعا ويتنزه عن الميل والخطأ.
قدر بنفسك الفارق بين مجتمع يعلو فيه الأقوياء بسلطانهم ومالهم وأنانياتهم وظلمهم، ويخضع فيه الضعفاء بمهانتهم وجبنهم. وبين مجتمع يعلو فيه حكم الله وقوانينه ويعتز فيه الناس بتلقيهم منه وبانتظامهم في ظل شريعته وتساويهم أمام عدالته وحبه.
أو قدر الفارق في نفسك إذ تعيش في مجتمع تخضع فيه للأنانية والطغيان وللقوانين الظالمة والمقاييس المقلوبة، أو تعيش في مجتمع لا تخضع فيه إلا لله وتتساوى في هذا الخضوع المحبب مع الحاكم الذي يعمل في تطبيق شريعة الله على نفسه وعلى الناس.
لا أريد أن أستطرد في خصائص حاكمية الله في المجتمع الإسلامي وإنما أريد القول: أن الصلاة باعتبارها خضوعا يوميا يؤديه المجتمع بين يدي الله