آثار التجمع للصلاة وأما أثر هذا التجمع الأخوي في أنفس الناس وحياتهم فإني أسجل أهم ما أجده منه وأترك لك أن تفكر وتقارن بين مجتمع يؤدي الصلاة جماعة ومجتمع يفتقد هذا التجمع:
من أهم منافع التجمع للصلاة الامتزاج الإنساني وأقصد به إرواء هذا التعطش القائم في عمق النفس للنفوذ إلى الأنفس الإنسانية الأخرى والتفاعل معها. والألفة بالأنفس البشرية والامتزاج بها ضرورة نعرف قيمتها حينما نفقدها في حياتنا كما حدث لمجتمعات الحضارة الغربية القائمة، ونعرف روعتها حينما نتوفر عليها باكتمال كما في المجتمعات التي تعيش روح الإيمان في الماضي والحاضر والتي يتسنى لها في التجمع لأداء الصلاة الجو الخصب لهذه الألفة والاكتمال.
عن الإمام الصادق (ع) قال: " إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد ". الكافي ج 2 ص 247.
وعنه (ع) قال: " إن سرعة ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا وإن لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار. وإن بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود واحد. ". تحف العقول ص 275.
وعن جابر بن يزيد الجعفي رحمه الله قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي! فقال (ع) " نعم يا جابر، إن الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم من ريح روحه.
فلذلك، المؤمن أخ المؤمن لأمه وأبيه، فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه، لأنها منها! ". الكافي ج 2 ص 166.
ومن أهم منافع التجمع للصلاة تعرف الناس بعضهم على بعض، بحكم الالتقاء اليومي المتكرر المترسل.