المعطى النفسي أقصد بالعطاء النفسي: التفاعلات الشعورية التي تحدثها الصلاة في النفس نتيجة لما تقدمه من رؤية عقلية، أو تنمية لغرائز الخير، أو تهذيب لغرائز الشر.
ومن الناس من يقلل من أهمية العطاء النفسي ويقول إنه عطاء عاطفي وانفعال شعوري لا يلبث أن يزول فلا يصح أن نعتبره من مقومات بناء الشخصية.
ومنشأ هذا القول اختلاط نوعين من العاطفة في نظر هؤلاء فقد وجدوا أن جملة من العواطف البشرية لا تنبع من أساس ولا تثبت على حال فحكموا على جميع الانفعالات العاطفية بعدم القيمة في بناء الشخصية وبأن الشخصية العاطفية شخصية غير مستقيمة.
ولكن هذا التعميم ليس في محله، فإن من العاطفة ما ينبع من أساس ويرتكز على قاعدة ويتجه إلى غاية ويسهم في تقويم الشخصية.
إن الانفعال العاطفي أو الشعوري أو الوجداني الذي يشكل نصف الشخصية الإنسانية لهو طاقة أساسية فينا ومن الخطأ أن نهمل قيمتها. نعم يجب أن نميز بين المشاعر الذاتية الطائشة التي لا تنبع من أساس وبين المشاعر الموضوعية القويمة التي يسندها العقل ويحكم بضرورة تنميتها والإفادة منها في حياتنا.
إن من آيات الله في أنفسنا أن منحها من الحياة ما تتفاعل به مع الوجود فتتجاوب مع ضميره وتكسب لنفسها بذلك خيرا وجمالا وكمالا. وإن المشاعر حينما تملك السند المنطقي لهي قوة فاعلة تضاهي قوة العقل في بناء الإنسان والحياة. وسوف نرى أن الطاقة التي تعطيها الصلاة للنفس هي من هذا النوع