منهم إلا غطيطا يحرمهم من ثروة النسيم العليل التي خلقها الله لهم.
متى سيتوب الإنسان عن مناقضة الوظيفة الطبيعية لليلة ونهاره، ويلتئم مع الطبيعة ويشاركها حياتها الجميلة.؟
ذلك عندما يلتئم مع نفسه فيجد ربه وهداه، ويجد نفسه بين يدي ربه ويدي أهدافه في وقفة الصباح والمساء. في تنفس الصباح، وهدأة المساء.
ولراحة الظهيرة التي يفرضها توقيت الإسلام للصلاة نفع صحي كبير، لأنها تعوض الجسم والنفس قدرا من الطاقة والحيوية التي استنفذها العمل.
وهي فترة نافعة بشكل خاص لأولئك الذين يعملون بشكل متواصل إلى وقت متأخر من النهار، إما لأن أصحاب العمل يفرضون عليهم ذلك أو بدافع الحاجة والحرص كأولئك الفلاحين والكادحين الذين يستطيعون أن يستفيدوا من راحة الظهيرة ولكنهم لعوزهم وجهلهم يحولون نهارهم إلى معركة جهد مضنية لا يوقفها إلا تداعي قواهم فيعدون إلى مساكنهم محطمي القوى لا يشعرون كيف يتناولون طعامهم أو يرون أسرهم، ثم يسلمون أنفسهم إلى نوم لا يفقه طعم النوم. ثم ليعودوا في اليوم التالي إلى معركتهم. وهكذا دواليك.
من أجل ذلك كانت راحة الظهيرة التي تفرضها الصلاة حدا إلزاميا لشوط العمل تلزم الناس بالمحافظة على سلامة أبدانهم كما تلزمهم بالمحافظة على سلامة نفوسهم.
المعطى النفسي للتوقيت ومن معطيات توقيت الإسلام للصلاة اليومية الالتزام بالنظام والاطمئنان النفسي.
إن كل ما حول الإنسان من أحياء وأشياء ملتزم بنظام لحياته: السماء بحركة أجرامها. والماء بجريانه وتبخره وعودته. والنبات بغذائه ونموه