في الأقل، علة يستوعب منها ما يصحح مشاعره وأفكاره وأعماله وينقيها من رواسب الضعف والانحراف.
أليست الصلوات بكلها معرضة للفقدان والتحريف حينما يحولها الإنسان إلى حقل يابس، إلى وقفات جامدة عديمة العطاء..؟ فما بالك إن عوض عنها بصلاة واحدة.
عن الإمام الرضا عليه السلام أنه سئل عن حكمة الصلاة وتعددها فقال: " لأن في الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام. لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه فيبطر ويطغى، وليكون القيام بين يدي ربه زاجرا له عن المعاصي وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد. إن الله أحب أن يبدأ الناس في كل عمل أولا بطاعته وعبادته، فإذا فعلوا ذلك لم ينسوه ولم يغفلوا عنه ولم تقس قلوبهم ". عيون أخبار الرضا ص 102 و 108 دلالة التوقيت.
يتفاوت إحساس الناس بالوقت هذا المحيط الزمني الذي يعيش فيه الإنسان وما حوله من أحياء وأشياء وتنظيمهم له واستفادتهم منه.
ففي المجتمعات البدائية التي يمثلها في عصرنا بعض مناطق القارة الإفريقية، وبعض القبائل المنعزلة في أمريكا اللاتينية وبعض جزر المحيط الهادي، يعيش الإنسان في هذه المجتمعات بذهنية مسطحة لا عمق فيها، وابرز ما في حياة أفرادها الكسل والتراخي وإهمال الوقت.
وفي المجتمعات المادية المتخلفة كما في أمريكا الجنوبية والمجتمعات البوذية والهندوسية في آسيا عدا اليابان هذه البلاد يعيث فيها الاستعمار فسادا فوق فسادها ويسيرها حسب مصالحه بنهب ثرواتها الخام ويستغل مواقعها الجغرافية ويفترس جهود أبنائها.. مقابل السلع الاستهلاكية التي يصدرها إليهم.
الوقت في هذه المجتمعات رخيص يهدر من قبل الأكثرية بالتوافه من الأمور، ويصرف من قبل الحكام والمثقفين لخدمة الاستعمار ولا تجني بلادهم من وقتهم