وينعم بعقلانيته الجميلة. وليس من ضير على الإسلام أن لا تتاح له التجربة الاجتماعية الكاملة ما دام يثبت بالبرهان صحة منهجة في بناء الإنسان وما دام قدم للناس ويقدم عديدا من الشخصيات العقلانية في ظروف تطبيقه الجزئي على الحياة الناس بل وفي أصعب الظروف المضادة.
وفي حياتنا الحاضرة، وفي ظل الأنظمة الاجتماعية والمفاهيم السائدة الضالعة في تزييف فطرة الإنسان وتشويه عقلانيته، ما على أحدنا إلا أن يوفر الصدق في نفسه حتى يجدها بعد خطوات في طريق هذه العقلانية. ثم ما عليه إلا أن يؤصل الصدق في نفسه كطريقة دائمة يبني بها أفكاره وشعوره وسلوكه، وما أسرع أن يرى أن أشياء الطبيعة من حوله صادقة في أنفسها وحياتها، ويرى أن نصيبه من الصدق موكول إليه ميسر أمامه.
إن دعوة الإسلام إلى هذا السمت العقلاني، إلى الموضوعية والصدق في فهم الأشياء والتعامل معها، لا زالت دعوة قائمة موجهة إلى كل جيل وفي كل الظروف لأنها الطريقة الوحيدة أبدا في بناء الإنسان ونجاحه. ولسنا بحاجة إلى التدليل على أن القرآن الكريم والسنة الشريفة والسلوك العملي للرسول صلى الله عليه وآله والأئمة (ع) دعوة حارة لأخذ الحقيقة الموضوعية بصدق والتعامل معها بصدق.
دور الصلاة في ذلك:
إن الصلاة تفرض السمت العقلاني على الشخصية من جانبين:
أولا: بحقائقها الكبيرة التي تقدمها إلى العقل بأسلوبها الخاص.
والصلاة زاخرة بالحقائق الكبيرة عن الله والكون والإنسان وموقعه وطريقه، ومتفردة في أسلوب تقرير هذه الحقائق وإثارتها أمام العقل وإثارة العقل لاستيعابها ومخامرتها والتفاعل معها. وقد تقدم من ذلك ما فيه الكفاية وبالأخص في بحث تلاوات الصلاة.
وثانيا: بموقفها الذي تمليه على المصلي، فإن وقفة الصلاة بحد ذاتها تفرض