وأما ترك الصلاة كليا فقد حذرت من خطورته نصوص كثيرة وأهم حقيقتين في هذه النصوص أن ترك الصلاة يعتبر قطع آخر رابطة تربط الإنسان بالله عز وجل. وأن تركها يقترن بفقدان الإنسان للمقياس السلوكي الأمر الذي يجعله فريسة للشهوات الرخيصة.
ففي سورة مريم يتحدث القرآن الكريم عن الذين أنعم الله عليهم من ذرية آدم وخيار أبنائه ثم يشير إلى الانحرافات التي كانت تحدث بعدهم فيقول:
(.. فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. إلا من تاب وآمن عمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا) 59 60 - مريم.
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال " لا يزال الشيطان ذعرا من ابن آدم ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن. فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم " الوسائل ج 3 ص 18.
وعن الإمام الصادق (ع) قال " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أوصني، فقال صلى الله عليه وآله: لا تدع الصلاة متعمدا، فإن من تركها متعمدا، فقد برئت منه ملة الإسلام! " الوسائل ج 3 ص 29.
وقد يبدو الحكم على تارك الصلاة بأنه مقطوع الرابطة بالإسلام وبأنه تابع لشهواته حكما قاسيا، ولكن الملاحظة توضح منطقية هذا الحكم.
إن الإسلام طريقة معينة في التفكير والسلوك لها تكاليفها وشروطها .. فمن الطبيعي أن لا يعد الإنسان منتميا إلى هذه الطريقة ما لم يتحمل التكاليف والشروط. وبديهي أن أول شروط الانتماء إلى طريقة العيش الإسلامية استعداد الإنسان أن يتملى روح هذه الطريقة وأن يركزها في نفسه كل يوم من أجل أن يفي بتكاليفها ويتعامل مع الحياة من خلالها. أما إذا رفض ذلك أن تقاعس عنه فإن هذا يعني عدم استعداده للنهوض بتكاليفها، وبالتالي رفضه للعيش بالطريقة الإسلامية.