للتخلص من الهلع وكسب الاطمئنان والوحدة في الشخصية.
إن الإيمان بالمفهوم الواقعي للخير والشر إنما يمثل الجانب النظري من تماسك الشخصية ولذا قلنا أنه مفتاح الإنتصار على الهلع في نظر الإسلام. أما الجانب التطبيقي فهو تحويل هذا المفهوم إلى قرارة في النفس ورؤية يومية فيها. وأي شئ ينهض بذلك غير الصلاة؟.
في أيامنا الطويلة التي نقطعها بين مؤثرات الحياة وضغوطها على أنفسنا وعصفها برؤيتنا ومشاعرنا لا نجد في الحياة دوحة تعيد إلينا اطمئناننا وبصيرتنا كدوحة المثول بين يدي الله والاغتراف من معينه والاعتصام به.
الدوحة الظليلة التي تدخلها متعبا من الأثقال مشوشا من لبس الهوى واعوجاج الناس، وما أن تستظل بركعتين منها حتى تنزاح عنك الأتعاب وينكشف عن قلبك الهوى، وتستقيم لك البصيرة، فتعود جديدا لحياتك مليئا بالحياة.
أنظر إلى سرائك وضرائك، إلى كل ما يملأ نفسك ويعترض أيامك من ثمرات الحياة من تعب وارتياح وفقدان ووجدان ودموع وبسمات، وآلام كالجبال. كيف إذا مزجتها بالصلاة فيها البصيرة، وأنارت لك الجادة، وأساغت لك مرارة الحنظل، وعطرت لك هناءة النعيم.