وعلى المسلم الذي يعرض له الكسل في صلاته أن يبحث عن سببه:
فإن كان ناتجا عن عارض صحي فدواؤه المعالجة الصحية، وكل ما غلب عليه الله عز وجل فهو أولى بالعذر فيه على حد تعبير الإمام الصادق عليه السلام.
وإن كان ناتجا عن تقصيره في الجد والتفاعل مع السلوك فلا بد للمسلم أن يخرج بصلاته من صلاة الكسالى إلى صلاة الوعي والنشاط فيقوم أولا بتفهم الصلاة ومدى ضرورتها الذاتية والموضوعية لوجوده ويحس بها مسؤولية محببة من أجل مصلحته لا من أجل الله الغني تبارك وتعالى، ويقوم ثانيا بتغيير طريقة أدائه للصلاة فلا يكون همه حينما يبدأ بها أن ينتهي منها، ولا يعتبرها عملا مقفلا يقوم به دون تفهم، بل حقلا جميلا يعيش فيه بروحه وفكره وجسده ويجني من عطائه. ليحس أحدنا على الأقل أن الله عز وجل ينظر إليه في صلاته وأن الملائكة يؤمنون على دعائه ويستغفرون له.
حينما يبدأ المسلم في التغلب على هذا الكسل فسيجد الله سبحانه في عونه وسيجد صلاته.
أما كسل النفاق فلا شفاء منه إلا بالشفاء من مرض النفاق، باستئصال الروح المريضة واقتلاعها من أعماق الشخصية، ومواجهة الحياة بروح مؤمنة مسؤولة.
وتضييع الصلاة مسألة متصلة بالكسل. فما صلاة الكسالى إلا لونا من ألوان إضاعة الصلاة.
ومن ملاحظة نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة في إضاعة الصلاة نجد أنها تقصد بالإضاعة معنيين: الاستخفاف بالصلاة، وترك الصلاة كليا.
أما الاستخفاف بها فهو يشمل: عدم تفهم الصلاة في أحكامها وشروطها الشرعية، وتأخيرها عن وقتها، وتركها جزئيا، وعدم التأني في أدائها، وعدم التوجه بالقلب والتأثر بها حال أدائها. وإليك بعض النصوص التي تخص