يقول الله عز وجل عن المنافقين (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) 4 - 7 الماعون ويقول عز وجل (قل انفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين. وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون. فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون. ويحلفون بالله أنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) 53 - 56 - التوبة.
ويقول عز وجل (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراوون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) 142 - 143 - النساء.
وأما الذي يواجه الحياة لا بروح النفاق ولكن بقدر ناقص من الجد والمسؤولية فهو المؤمن الذي لم تكتمل فيه روح الإيمان ولم يستوف دفعة الحيوية والتفاعل مع السلوك الذي يؤمن به. وهذه الروح الناقصة تسبب فيه كسلا نفسيا يختلف في قدره ونوعه عن كساد النفاق ولكنه يشترك معه في أنه كسل ناتج عن انحراف نفسي في مواجهة الحياة.
ودرجات هذا الكسل تتفاوت. فربما كان كسلا مطبقا على جميع النشاط الخير حتى يكون خمولا وجمودا في القلب. وربما كان كسلا عن اتخاذ المواقف الحاسمة في الحياة، أو كسلا عن محبة الناس، أو عن تلاوة القرآن والصلاة.
في حالات معينة أو دائمة.
ويتسع هذا الكسل في الناس حتى ليكون لكل مؤمن منه نصيب قل أم كثر، ولا يسلم منه كليا إلا من بذل مع نفسه جهدا تربويا كبيرا فعصمه الله عز وجل.