* تقريب الاستدلال:
ما تقدم من طوائف كان تسخيرا للأمور المادية الجمادات، واما هذه الطائفة ففيها تسخير الأمور التي تمتلك الشعور.
ولا يفرق بين هذه الأمور والأمور المادية، لأنهما كلاهما من مخلوقات الله الموجودة بهذا الكون، فالتصرف فيها تصرف تكويني لا محال.
على أن مثل الجن والملائكة ونحوهم كانوا يتصرفون بالأمور الكونية لصالح آل محمد (عليهم السلام) وامتثالا لأوامرهم، وهذا تصرف تكويني غير مباشر.
كما نسب التصرف التكويني لسليمان (عليه السلام) في اتيان آصف بعرش بلقيس، وما ذلك إلا لأمر سليمان إياه، ولكونه خادما عنده لا يعمل إلا بأمره، ومما لا شك فيه أن سليمان كان اعلم واقدر منه على ذلك، ولكن فسح له المجال لمكانه منه، ولكونه وصيه وخليفته كما في بعض الروايات (1).
فكذلك آل محمد هم أفضل واعلم واقدر من هؤلاء الموجودات، انما الله سخرها لهم لمكان فضلهم ورتبهم عنده عز وجل.
* أما صحة مضامين هذه الطائفة، فقد رويناها من عدة طرق ومن مجموعها يحصل للانسان استفاضة هذا المضمون وإذا لاحظنا الطوائف الأخرى الآتية فانا نصل إلى حد القطع بصدق المضامين وعندها يصح القول بتواتر ثبوت الولاية التكوينية لآل محمد (عليهم السلام)، خاصة مع ما تقدم من آيات تدل على هذه الطوائف.