الذين سعدوا يعني بعد الشقاء الذي كانوا فيه، ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك، يعني الذين كانوا في النار.
- الدر المنثور ج 2 ص 280:
قوله تعالى (إن الذين كفروا لو أن لهم) الآيتين: أخرج مسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة، قال يزيد بن الفقير: فقلت لجابر بن عبد الله:
يقول الله يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها؟ قال: أتل أول الآية: إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة، ألا إنهم الذين كفروا.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيبا للشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار، قال: يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟! إن الذين قرأت هم أهلها هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا ثم خرجوا منها، ثم أهوى بيده إلى أذنيه فقال: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرجون من النار بعد ما دخلوا، ونحن نقرأ كما قرأت.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: وما هم بخارجين منها؟ فقال ابن عباس: ويحك إقرأ ما فوقها، هذه للكفار.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت عرشه فيه: رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين، قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة، أو قال مثلي أهل الجنة، مكتوب هاهنا منهم، وأشار إلى نحره عتقاء الله تعالى.
فقال رجل لعكرمة: يا أبا عبد الله فإن الله يقول: يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها؟ قال: ويلك أولئك هم أهلها الذين هم أهلها.