قد يقال: إن السنة عند الزهري وبني أمية تعني سنة النبي صلى الله عليه وآله، لكنها تشمل أيضا سنة الخلفاء وسيرتهم؟
والجواب: أن هذا صحيح في فهمنا اليوم، لكن في مرسوم عمر بن عبد العزيز: (أنظر ما كان من حديث رسول الله، أو سنة، أو حديث عمر، أو نحو هذا، فاكتبه لي) فقد جعل (السنة الماضية) مقابل الحديث النبوي، مضافا إلى القرائن الأخرى على أنهم كانوا يستعملون السنة في عصر عمر وعثمان ومعاوية بمعنى سنة الخلفاء دون سنة النبي! وأحيانا بمعنى يشمل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسنة أبي بكر وعمر، وأحيانا يعبرون بسيرة أبي بكر وعمر! فقد جعلوا أقوال أبي بكر وعمر وعملهما سنة كسنة النبي صلى الله عليه وآله! كما رأيت في مناقشة صالح بن كيسان للزهري!
ولذلك رفض علي عليه السلام في الشورى عرض عبد الرحمن بن عوف عليه أن يبايعه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسنة الشيخين، لأنه يعني أن يعترف بأن سيرتهما جزء من الإسلام!
ففي مسند أحمد: 1 / 75: (عن أبي وائل قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا؟ قال: ما ذنبي، قد بدأت بعلي فقلت أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر؟ قال فقال: فيما استطعت. قال: ثم عرضتها على عثمان فقبلها).
وفي فتح الباري: 13 / 171: (فقال أي عبد الرحمن مخاطبا لعثمان: أبايعك على سنة الله وسنة رسوله وخليفتيه من بعده... فقال نعم فبايعه).
وفي الفصول للجصاص: 4 / 55: (فقال علي: أعمل بكتاب الله وسنة نبيه، واجتهاد رأيي، وعرضه على عثمان فقبله على ما شرطه عليه).