ويقول أحمد مغنية في كتابه جعفر الصادق: وأما الجفر وحقيقته على كثرة الأخبار التي وردت به والأحاديث التي تحدثت عنه فلا يزال أمره غامضا. وإن العلماء الأقدمين لم يقفوا فيه على حقيقة يطمئنون إليها.
إن الذين أدخلوا فكرة الجفر عند الإمامية الاثني عشرية هم فرقة الخطابية إذ زعمت هذه الفرقة إن جعفر بن محمد الصادق قد أودعهم جلدا يقال له الجفر فيه كل ما يحتاجون إليه من علم الغيب وتفسير القرآن.
الجامعة:
قال الكليني: إن أبا عبد الله قال عن الجامعة: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش.
ويقول الكليني في موضع آخر: يقول الصادق: عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة، إنها صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش.
إن هذا الكلام لا يقبله العقل. إذ كيف يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصحيفة بمثل هذا القياس يبين فيها أحكام الشريعة ويترك القرآن وراءه ظهريا.
لقد جاء في كتاب جعفر بن محمد ما يلي: إن الكلام عن كتاب الجامعة المنسوب إلى علي كرم الله وجهه.. شبيه بما قيل عن كتاب الجفر ولم تتحق عنه أخبار.
الصادق والسياسة:
يقول الشهرستاني: أن جعفر بن محمد أقام في المدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم. ثم دخل العراق وأقام به مدة ما تعرض