الحوادث إلى انقراض العالم.
أما أتباع جعفر فيقولون في وصفه: إنه وعاء من أدم فيه علم النبيين وهم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل وجاء عنهم الشئ الكثير في الجفر.
وادعى البعض أنه من صنع جعفر وحده بادئ ذي بدء.
يقول الكليني: إن الجفر فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وعلوم الأنبياء والأوصياء ومن مضى من علماء بني إسرائيل وعلم الحلال والحرام، وعلم ما كان وما سيكون.
وهو قسمان: أحدهما كتب على إهاب ماعز، والآخر كتب على إهاب كبش.
وادعى آخرون: إن الصادق كتب فيه لأهل البيت كل ما يحتاجون علمه إلى يوم القيامة.
ونسب بعضهم إلى الصادق أنه ذكر الجفر في بعض كلامه وأنه أوضح بعض ما فيه إلى الخلص من أصحابه وأن الجفر ظل أصحاب الحق يتوارثونه حتى صار إلى بني عبد المؤمن في غرب إفريقيا.
وهكذا أصبح الجفر وهو غائب من الناس علما كأنه حي ولن يعلم حقيقة هذا الكتاب إلا المهدي المنتظر.
وجاء في الكافي: سمعت أبا عبد الله يقول: إن عندي الجفر الأبيض فيه زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام. وفيه مصحف فاطمة (ما أزعم أن فيه قرآنا) وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة، وأرش الخدش.. وعندي الجفر الأحمر فيه السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل.
وجاء في موضع آخر: سأل أبا عبد الله بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو جلد ثور مملوء علما. والناس ومنهم الشيعة مختلفون في بعض ما نسب إلى الصادق من هذا الكلام. وإن كبار علماء الشيعة الذين يدونون سيرة جعفر في الوقت الحاضر يذكرون الجفر ولا يتعرضون لتأييده بالأدلة والبراهين مما يحمل على الظن ببطلان الدعوى.