د - عني بكثير من الأمكنة وأرخ لها. وكان يعني بمكة وما حولها. وسئل عن بعض الأمكنة وفضائلها مثل الحطيم والركن اليماني.
لقد انصرف الصادق إلى العلم انصرافا كليا فلم يشغل نفسه بدعوة للخلافة ولا قيادة لاتباعه من أجل القضاء على سلطان الأمويين أو سلطان العباسيين. وعكف على العلم عكوفه على العبادة وتلازم علمه مع عبادته حتى ما كان يرى إلا عابدا أو دارسا أو قارئا للقرآن أو راويا للحديث أو ناطقا بالحكمة التي أشرق بها قلبه.
كان مخلصا في طلب العلم، لا يطلبه ليستطيل به على الناس ولا ليمارس أو يجادل بل ليبين الحقائق سائغة. ويحث تلاميذه واللائذين به والطائفين حول رحابه على الاخلاص في طلب العلم كما كان يحث على كتابة العلم ويقول لتلاميذه: اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا.
وبلغ الذروة في أكثر العلوم فهو نجم بين علماء الحديث فقد علم أحاديث آل البيت وأحاديث غيرهم خصوصا أحاديث عائشة و عبد الله بن عباس والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
وساد علماء عصره في الفقه وتلقى العلماء عنه التخريجات الفقهية وتفسير الآيات القرآنية المتعلقة بالأحكام الفقهية.
وعنى بدراسة علوم القرآن فكان على علم دقيق بتفسيره وتأويله وناسخه ومنسوخه.
إلى أن قال:
وكان وجوده في المدينة قائما على رد الشبهات وبيان ما ينير للناس طريقهم ويدفع عنهم زيغ الزائغين.
وفي المرات التي ذهب فيها إلى العراق لم يكن داعيا لمذهب سياسي يقود الناس له بل كان داعيا لتفكير علمي. لذلك فقد ناقش الكثير من المنحرفين وقطع السبيل على انحرافهم وأزال الريب عن بعضهم.