له: إن عمر جعل الأمر شورى في ستة أحدهم أبوك وقال: ومن خالف فاضربوا عنقه ولا بد من قبول ذلك، فأجابه الرضا إلى ما طلب، هكذا ذكره أبو الفرج الأصبهاني.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في (ينابيع المودة) ص 384 ط اسلامبول) قال:
ولما أراد المأمون أن يتقرب إلى الله وإلى رسوله بالبيعة لعلي الرضا رضي الله عنه، كتب إليه أن يقدم إلى مرو فاعتل عليه بعلل كثيرة فما زال المأمون يكاتبه حتى علم الرضا أنه لا يكف عنه فخرج من المدينة وسار على طريق البصرة والأهواز وفارس ونيسابور حتى دخل مرو شاهجهان فعرض عليه المأمون الخلافة فأبى وجرت في ذلك مخاطبات كثيرة وألح عليه المأمون مرة بعد أخرى وفي كلها يأبى.
وقال: بالعبودية لله أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى، وكلما ألح عليه يقول: اللهم لا عهد إلا عهدك ولا ولاية إلا من قبلك لإقامة دينك وإحياء سنة نبيك فإنك نعم المولى ونعم النصير.
قال المأمون: إن لم تقبل الخلافة فكن ولي عهدي فأبى أيضا وقال والله لقد حدثني أبي عن آبائه رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخرج من الدنيا قبلك مظلوما تبكي علي ملائكة السماء والأرض وادفن في أرض الغربة ثم ألح المأمون إلحاحا كثيرا فقبل ولاية العهد وهو باك حزين على شرط أن لا ينصب أحدا معزولا ولا يعزل أحد منصوبا فرضي المأمون ذلك الشرط وجعله ولي عهده وأمر الناس بالبيعة له وأمر الجنود أن يرزق من خزائنه وضربت الدراهم والدنانير باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد وزوجه ابنته أم حبيب فبويع بولاية العهد ليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.