____________________
درجات الحب متفاوتة والعشق درجة منها (قوله فوجب حمله على الرؤية الخ) فإن قلت تقديم المفعول يفيد الحصر كما في قوله تعالى ألا إلى الله تصير الأمور ونظائره فلو حمل على الرؤية لدل على أنهم لا يرون غير الله تعالى مع أنهم يرون الجنة والنار ومواقف القيامة فوجب حمله على الأنظار ولا محذور حينئذ لأنهم لا ينظرون سوى رحمة ربهم قلت التقديم ههنا للاهتمام ورعاية الفاصلة والحصر ادعاء يعني أن المؤمنين لاستغراقهم في مشاهدة جماله وقصر النظر على عظم جلاله كأنهم لا يلتفتون إلى ما سوى الله ولا يرون إلا الله تعالى (قوله أبيض لا يرهب النزال) أي سيف لا يخاف الحرب واعلم أن البيت المذكور منسوب إلى الأعشى وقد طعن فيه الإمام الرازي بأن فيه خطأ من جهة اللغة إذ لا يقال خان النعمة بل يقال كفرها (قوله بما أعيى النطاسى حذيما) أي أن لي مرضا عجز النطاسى والنطاسى يروى بفتح النون وهو في الأصل كل من أدق النظر في الأمور واستقصى علمها ومنه قيل للمتطبب ثطيس مثل فسيق ونطاسى وابن حذيم رجل مشهور في الطب عندهم ولذا حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (قوله والجواب أن انتظار النعمة غم) اعترض عليه بأن حصول الغم عند الانتظار من فعل الله تعالى فيجوز أن لا يفعل في الآخرة لأنها دار خوارق العادات على أن الانتظار إنما يفيد الغم إذا لم يكن الوصول إلى المنتظر مقطوعا ورد بأن الآية مذكورة في معرض البشارة وذلك يستدعي كون المذكور من جنس ما لا يقارنه بالغم في العادة حتى يشتد الرغبة عنده ألا يرى أنه تعالى لم يرغب عباده إلا بأشياء التي اعتقدوا كونها لذيذة ولم يرغبهم الدخول في النيران وإن كان يجوز عقلا أن يجعلها عليهم بردا وسلاما والانتظار لا يخلو في العادة عن نوع غم لمداخلة الوهم وإن كان الواعد صدوقا فلا يناسب البشارة (قوله الموت الأحمر) يروى بالتوصيف وبالإضافة فالأحمر على الثاني بالزاي المعجمة قيل هو حيوان بحري يشق موته والظاهر أنه على الأول بها أيضا من الحمازة وهو