مالك بن نويرة) وهو مسلم طمعا في امرأته لجمالها (و) لذلك (
تزوج بزوجته) من ليلته وضاجعها فأشار عليه عمر
بقتله قصاصا فقال أبو بكر لا أغمد سيفا شهره الله على الكفار (وقال) عمر مخاطبا لخالد (لأن وليت الأمر لأقيدنك به وقال) عمر في ذمه أيضا (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد مثلها
فاقتلوه قلنا نسبة الذم إليه من الأكاذيب الباردة فإن عمر مع كمال عقله) ووفور حزمه حتى قيل في حقه هو أعقل من أن يخدع وأورع من أن يخدع (و) قد (كانت إمامته بعهد أبي بكر إليه والقدح في أبي بكر قدح في إمامته كيف يتصور منه ذلك وإنكاره عدم
قتل خالد) أي عدم
قتله (من إنكار المجتهدين بعضهم على بعض فيما أدى إليه اجتهادهم) فإنه نقل إن خالدا إنما
قتل مالكا لأنه ارتد ورد على قومه صدقاتهم لما بلغه وفاة رسول الله وخاطب خالدا بأنه
مات صاحبك فعلم خالد قصده أنه أوليس صاحبا له فتيقن ردته وأما تزوجه امرأته فلعلها كانت مطلقة قد انقضت عدتها إلا أنها كانت محبوسة عنده (وأما قوله في بيعة أبي بكر فمعناه أن الإقدام على مثله بلا مشاورة الغير وتحصيل الاتفاق منه مظنة للفتنة) العظيمة (فلا يقدمن عليه أحد على أني أقدمت عليه فسلمت وتيسر الأمر بلا تبعة ثم إنك خبير بأن أمثال هذه) الوجوه التي تمسكوا بها على انتفاء صلاحيته للإمامة (لا تعارض الاجماع على إمامته المستلزم للإجماع على أهليته للإمامة * وخامسها) أي خامس الأمور التي عليها مدار كلامهم في إثبات إمامة علي (ادعاء النص على إمامة علي إجمالا وتفصيلا * أما إجمالا فقالوا) نحن (نعلم) قطعا ويقينا (وجود نص جلي وإن لم يبلغنا بعينه لوجهين * الأول إن عادة الرسول تقضي باستخلافه على الأمة عند غيبته عنهم) في حال حياته (كما كان يستخلف على المدينة عند نهوضه للغزوات ولا يخل بذلك البتة ولا يترك أهل البلد فوضي) أي متساوين لا رئيس لهم (فكيف
يجوز أن يخلي الأمة بأجمعها عند
الغيبة الكبري التي لا رجوع بعدها بلا إمام) يقتدون به ويرجعون إليه في مصالحهم (والثاني
____________________
(قوله من إنكار المجتهدين بعضهم على بعض) وقيل أيضا إن خالدا لم يقتل مالكا وإنما قتله بعض قومه خطأ لأنهم أسروا على ظن أنهم ارتدوا وكانت ليلة باردة فقال خالد رضي الله عنه ادفنوا أساراكم أو لفظا غيره معناه معنى ادفئوا وكان ذلك اللفظ في لغة المخاطب بمعنى اقتلوهم فظن ذلك الشخص أنه أمر بقتل الأسارى فقتل مالكا (قوله وأما قوله في بيعة أبي بكر رضي الله عنه الخ) ومعنى وقى الله شرها شر الخلاف الذي كان يظهر عندها من المهاجرين والأنصار إذ قد يضاف الشئ إلى الشئ إذا ظهر عنده ولم يكن منه كقوله تعالى بل مكر الليل والنهار وليس منهما بل يظهر عندهما ومعنى ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه أن من عاد إلى مثل الكلمات الموجبة