قدماء
المعتزلة أبو بكر رضي الله عنه وعند الشيعة وأكثر متأخر
المعتزلة على * لنا وجوه الأول قوله تعالى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتى ماله يتزكى قال أكثر المفسرين و) قد (اعتمد عليه العلماء أنها نزلت في أبي بكر فهو) أتقى ومن هو أتقى فهو (
أكرم عند الله لقوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وهو) أي
الأكرم عند الله هو (الأفضل) فأبو بكر أفضل ممن عداه من الأمة (وأيضا فقوله وما لأحد عنده من نعمة تجزى يصرفه عن) الحمل على (على إذ عنده نعمة التربية) فإن النبي ربى عليا (وهي نعمة تجزي) وإذا لم يحمل عليه تعين أبو بكر للإجماع على أن ذلك الأتقى هو أحدهما لا غير * (الثاني قوله عليه السلام اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر عمم الأمر) بالاقتداء (فيدخل في الخطاب على وهو يشعر بالأفضلية إذ لا يؤمر الأفضل ولا المساوي بالاقتداء سيما عندهم) إذ لا يجوزون إمامة المفضول أصلا كما سيأتي * (الثالث قوله عليه السلام لأبي الدرداء والله ما طلعت شمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على رجل أفضل من أبي بكر * الرابع قوله عليه السلام لأبي بكر وعمر هما سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين * الخامس قوله عليه السلام ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدم عليه غيره * السادس تقديمه في
الصلاة مع أنها أفضل العبادات وقوله يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر) وفي معناه يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر وذلك أن بلالا أذن بالصلاة في أيام
مرضه فقال النبي عليه السلام
لعبد الله بن زمعة أخرج وقل لأبي
____________________
أي جعلها بينهم يتشاورون فيها ويعينون من هو أحق بحسب رأيهم (قوله إذ لا يؤمر الأفضل الخ) لعل هذا الزامي إذ يجوز عندنا إمامة المفضول كما سيجئ إلا أن قوله سيما عندهم يشعر بأن ما قبله على عمومه ففيه ما فيه (قوله الثالث قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لأبي الدرداء الخ) اعترض عليه الشيعة بأن الحديث المذكور لا يدل على أنه أفضل بل على أن غيره أوليس أفضل منه فيجوز أن يكون مساويا له وبأن يجوز أن يكون أيضا بحسب وقت أي يكون الأفضل عند ورود هذا الخبر هو وبعد ذلك يكون غيره أفضل منه والجواب عن الأول أن مفهوم هذا الخبر بحسب اللغة وإن كان غيره أوليس أفضل منه إلا أن مفهومه بحسب العرف إنه أفضل من غيره لأنه حيث يقال أوليس في هذا البلد أحد أفضل من فلان يفهم كل أحد أنه أفضل أهله والعرف إذا عارض اللغة كان الترجيح للعرف وأيضا يروى أن أبا الدرداء كان يمشي أمام أبا بكر رضي الله عنهما فقال صلى الله تعالى عليه وسلم أتمشي أمام من هو خير منك فقال أبو الدرداء أهو خير مني فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والله ما طلعت الخ فهذه القصة تدل على أن المراد أفضليته مطلقا لا مساواته كما لا يخفى وعن الثاني أن تقييده بالوقت خلاف الأصل لأن الأصل عدم التقييد (قوله سيدا كهول أهل الجنة) أي سيد الكهول الذين يدخلون الجنة ولا يلزم منه كون بعض أهل الجنة كهول الجنة حين كونه في الجنة حتى يشكل بقوله عليه السلام أهل