شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٦٦
قدماء المعتزلة أبو بكر رضي الله عنه وعند الشيعة وأكثر متأخر المعتزلة على * لنا وجوه الأول قوله تعالى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتى ماله يتزكى قال أكثر المفسرين و) قد (اعتمد عليه العلماء أنها نزلت في أبي بكر فهو) أتقى ومن هو أتقى فهو (أكرم عند الله لقوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وهو) أي الأكرم عند الله هو (الأفضل) فأبو بكر أفضل ممن عداه من الأمة (وأيضا فقوله وما لأحد عنده من نعمة تجزى يصرفه عن) الحمل على (على إذ عنده نعمة التربية) فإن النبي ربى عليا (وهي نعمة تجزي) وإذا لم يحمل عليه تعين أبو بكر للإجماع على أن ذلك الأتقى هو أحدهما لا غير * (الثاني قوله عليه السلام اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر عمم الأمر) بالاقتداء (فيدخل في الخطاب على وهو يشعر بالأفضلية إذ لا يؤمر الأفضل ولا المساوي بالاقتداء سيما عندهم) إذ لا يجوزون إمامة المفضول أصلا كما سيأتي * (الثالث قوله عليه السلام لأبي الدرداء والله ما طلعت شمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على رجل أفضل من أبي بكر * الرابع قوله عليه السلام لأبي بكر وعمر هما سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين * الخامس قوله عليه السلام ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدم عليه غيره * السادس تقديمه في الصلاة مع أنها أفضل العبادات وقوله يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر) وفي معناه يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر وذلك أن بلالا أذن بالصلاة في أيام مرضه فقال النبي عليه السلام لعبد الله بن زمعة أخرج وقل لأبي
____________________
أي جعلها بينهم يتشاورون فيها ويعينون من هو أحق بحسب رأيهم (قوله إذ لا يؤمر الأفضل الخ) لعل هذا الزامي إذ يجوز عندنا إمامة المفضول كما سيجئ إلا أن قوله سيما عندهم يشعر بأن ما قبله على عمومه ففيه ما فيه (قوله الثالث قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لأبي الدرداء الخ) اعترض عليه الشيعة بأن الحديث المذكور لا يدل على أنه أفضل بل على أن غيره أوليس أفضل منه فيجوز أن يكون مساويا له وبأن يجوز أن يكون أيضا بحسب وقت أي يكون الأفضل عند ورود هذا الخبر هو وبعد ذلك يكون غيره أفضل منه والجواب عن الأول أن مفهوم هذا الخبر بحسب اللغة وإن كان غيره أوليس أفضل منه إلا أن مفهومه بحسب العرف إنه أفضل من غيره لأنه حيث يقال أوليس في هذا البلد أحد أفضل من فلان يفهم كل أحد أنه أفضل أهله والعرف إذا عارض اللغة كان الترجيح للعرف وأيضا يروى أن أبا الدرداء كان يمشي أمام أبا بكر رضي الله عنهما فقال صلى الله تعالى عليه وسلم أتمشي أمام من هو خير منك فقال أبو الدرداء أهو خير مني فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والله ما طلعت الخ فهذه القصة تدل على أن المراد أفضليته مطلقا لا مساواته كما لا يخفى وعن الثاني أن تقييده بالوقت خلاف الأصل لأن الأصل عدم التقييد (قوله سيدا كهول أهل الجنة) أي سيد الكهول الذين يدخلون الجنة ولا يلزم منه كون بعض أهل الجنة كهول الجنة حين كونه في الجنة حتى يشكل بقوله عليه السلام أهل
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344