____________________
(قوله ولا أمة له هناك) هذا جملة معترضة وخبران قوله كان نبيا وفيه بحث وهو أن قوله تعالى اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منهما رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة يدل على أنه أوحي إليه قبل خروجه من الجنة فيدل على نبوته عليه السلام فيها لا يقال الوحي لا يستلزم النبوة لقوله تعالى وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه مع أن المرأة لا يتصور نبوتها لأنا نقول المفهوم مما ورد في حق آدم عليه السلام من الآيات هو اسماع الكلام المنظوم في اليقظة وهو المسمى بالوحي الظاهر والوحي المتلو ولم يثبت ذلك لغير النبي بل ربما جعل ذلك من خواص الرسول وأما إلقاء المعنى في الروع في اليقظة أو إسماع الكلام في المنام ويقال له الوحي والايحاء لغة وهو المراد بما ورد في حق أم موسى عليه السلام على ما صرح به في كتب التفسير فغير مختص به قطعا وأما أنه أوليس له أمة في الجنة فقد يجاب عنه بأن حواء أمة له ورد بأن الارسال إلى الواحد غير معهود ولذا قالوا في تعريف النبي هو من قال له الله تعالى أرسلناك إلى الناس أو إلى قوم كذا ويمكن أن يدفع بأن غير المعهود هو الارسال إلى الواحد فقط والتعريف المذكور لا يقتضي كون الناس المرسل إليهم موجودا في ابتداء الارسال إذ لا شك أن البعض الذين يولدون بعد الارسال يدخلون فيه قطعا فآدم عليه السلام يجوز أن يكون مرسلا إلى حواء وبنيها ويكون الموجود في ابتداء الارسال هو حواء فقط لكن قال في الباب الأربعين لو كان آدم عليه السلام رسولا قبل الواقعة لكان رسولا من غير مرسل إليه لأنه لم يكن في الجنة بشر سوى حواء وكان الخطاب لها بدون واسطة آدم عليه السلام لقوله تعالى ولا تقربا والملائكة رسل الله فلا يحتاجون إلى رسول آخر وأنت خبير بأن ما ذكره يدل على أن الوحي المذكور يستلزم النبوة مع أنهم صرحوا بأن نبوته عليه السلام ثبتت بالكتاب فكان الأقرب أن الخطاب بلا واسطة مع