(قوله رب أرني كيف تحيي
الموتى والشك في قدرة الله) على إحياء
الموتى (كفر و) الجواب إن ذلك السؤال لم يكن عن شك في الإحياء أو القدرة عليه بل (في الآية تصريح بأنه طلبه لأن في عين اليقين من الطمأنينة ما أوليس في علم اليقين فإن للوهم بإحداث الوساوس والدغادغ سلطانا على القلب عند علم اليقين دون عين اليقين) وقد يقال إنما سأل عن كيفية الإحياء لا عنه لأن الإحاطة بالكيفية المفصلة أقوى وأرسخ من المعرفة الإجمالية المفضية إلى التردد بين الكيفيات المتعددة مع الطمأنينة في أصل الإحياء والقدرة عليه (هذا وقد قال ابن عباس كان الله وعد أن
يبعث نبيا يحيي بدعائه
الموتى) وذلك علامة أن الله تعالى قد اتخذه خليلا (فأراد) إبراهيم (أن يعلم أهو هو) و (كيف) لا تحمل الآية عليما مر و (الشك في قدرة الله تعالى كفر وأنتم لا تقولون به) فما هو جوابكم فهو جوابنا ومما يتمسك به من قصة
إبراهيم عليه الصلاة والسلام قوله بل فعله كبيرهم فإنه
كذب قلنا هو من قبيل الإسناد إلى السبب فإن حامله على الكسر زيادة تعظيمهم لذلك الكبير ومنه نظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم والنظر في علم النجوم حرام وحكمه بأنه سقيم
كذب قلنا إن النظر في النجوم ليستدل بها على توحيد الله وكما قدرته من أعظم الطاعات وأما ترتيب الحكم بالسقم على النظر فلعل الله تعالى أخبره بأنه إذا طلع النجم الفلاني فإنه يمرض * ومنه قصة
موسى عليه السلام والتمسك بها من وجوه * الأول قوله فوكزه موسى فقضى عليه ولم يكن
قتله) لذلك القبطي (بحق) أي لم يكن مباحا ولا على سبيل الخطأ بل كان
قتل عمد عدوان (لقوله هذا من عمل الشيطان وقوله رب إني ظلمت نفسي وقوله فعلتها إذا وأنا من الضالين * الجواب إنه كان قبل النبوة) وأيضا جاز أن يكون
قتله خطأ وما صدر عنه من أقواله محمولا على
التواضع وهضم النفس
____________________
التقدير كما يدل عليه ضمير الجمع في يشركون في آخر الآية (قوله وقد قال ابن عباس رضي الله عنه الخ) المذكور في الأربعين أنه روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن الله أوحى إليه إني أتخذ إنسانا خليلا وعلامته انى أحيى وأميت بدعائه وهذه العبارة أظهر مما في الكتاب (قوله قلنا هو الخ) قيل وأيضا يجوز أن يكون قد وقف عند قوله كبيرهم ثم ابتدأ بقوله هذا فاسألوهم وعنى به نفسه لأن الإنسان أكبر من كل صنم ولا يخفى أنه تعسف سيما مع وجود بل (قوله فلعل الله تعالى أخبره الخ) وأيضا يحتمل أن يكون سقيما في ذلك الوقت فلم يكن قوله كذبا أو كان على تأويل الاستقبال كما في قوله تعالى إنك ميت أو أراد السقم القلب من الحزن بسبب عناد القوم وههنا بحث وهو أن إبراهيم عليه السلام صرح في حديث الشفاعة بصدور الكذب منه وأما أن المراد تصويره بصورة الكذب فذكره في مقام الشفاعة مع أنه أوليس كذبا منه لا يصلح منه عليه السلام قيل ويمكن حمله على أنه من الكذبات