فاطلقني حتى أذهب فأرضعهما وأرجع فقال أتفعلين ذلك قالت إن لم أفعل ذلك يعذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت وأرضعت ورجعت فأوثقها رسول الله عليه السلام فانتبه الأعرابي من
نومه وقال يا رسول الله ألك حاجة قال نعم تطلق هذه الظبية (فأطلقها فانطلقت وهي
تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وشهدت الناقة ببراءة صاحبها من
السرقة) فإنه روي أن أعرابيا جاء على ناقة حمراء فأناخها على باب
المسجد ودخل وسلم على النبي عليه السلام وقعد فقال جماعة يا رسول الله الناقة التي تحت الأعرابي سرقة فقال ألكم بينة قالوا نعم فقال عليه السلام يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فردوه إلى فأطرق الأعرابي فقال له النبي قم لأمر الله وإلا فادل بحجتك فقالت الناقة من خلف الباب والذي بعثك
بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني وما ملكني أحد سواه (ولكل) من هذه المذكورات (قصة في كتب السير) كما أومأنا إليها * النوع (الرابع حركة الجمادات) إليه (منها قصة الشجرة) التي كانت على الشط الوادي على ما مرت فإنها تشتمل على كلام الجمادات وعلى حركتها أيضا ففيها معجزتان (و) منها (ما روى
ابن عباس) رضي الله عنهما من (إنه) عليه السلام (قال لأعرابي) جاءه وقال بم أعرف أنك رسول الله (أرأيت لو دعوت هذا العذق) من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله فقال نعم (فدعا فجاءه ثم قال ارجع فرجع وحنين الجذع إليه) لما فارقه وصعد المنبر (مشهور) وكان الجذع مال إليه حال حنينه ليدخل تحت حركات الجمادات آبي إليه * النوع (الخامس إشباع الخلق الكثير من
الطعام القليل) وذلك في صور متعددة منها ما روى أنس من أن أمه أرسلت حيسا في تور إلى النبي عليه الصلاة والسلام فدعا جماعة زهاء ثلاثمائة وقرأ على التور ما شاء الله أن يقرأ وكانوا يتناوبون عليه حتى شبعوا والتور على حاله * النوع (السادس نبوع الماء من بين أصابعه رواه أنس رضي الله عنه) فإنه قال أتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح زجاج وفيه ماء قليل وهو بقباء فوضع يده فيه فلم تدخل فأدخل أصابعه الأربع ولم يستطع إدخال الابهام وقال للناس هلموا إلى الشراب قال أنس فلقد رأيت الماء وهو ينبع من بين أصابعه ولم يزل الناس يردون حتى رووا وروي أن عدد الواردين كان ما بين السبعين إلى الثمانين * النوع (السابع أخباره بالغيب فمنه ما ورد
____________________
العشار الجائر (قوله لو دعوت هذا العذق الخ) العذق بالفتح النخلة وبالكسر الكباسة وهي من التمر بمنزلة العنقود من العنب (قوله الخامس الخ) الحيس تمر يخلط بسمن وأقط والتور إناء يشرب فيه يتناوبون أي يجيئون